5.9.12

ثقافتنا بين الإنفتاح والإنغلاق/ د. يوسف القرضاوي

فكر القرضاوي الوسطي يتكرر في هذا الكتاب، حيث يخلص إلى أنه لا ينبغي أن نرتدع من أخذ ما ينفعنا من عند غيرنا، أي من عند غيرنا من الثقافات، لأن الحوار الثقافي يساهم في بناء الأمم، ولأن الحكمة ضالة المؤمن، أينما وجدها فهو أحق الناس بها، ولأن سنة الله قد جرت بأن يتخلّل الباطل بعض الحق الذي لا ينتبه إليه إلا أولو الأبصار، ولكن علينا أن نحذر من انفتاح ما قبل النضج إذ كيف لمن لم يفهم ثقافته أن يفهم الثقافة الأخرى، وأن نحذر أيضا من الإنفتاح المتساهل في الأخذ، والإنفتاح المبهور بثقافة الغير.

فالثقافة كما يذكر تعريفها في الكتاب: "أفكار ومعارف وإدراكات، ممزوجة بقيم وعقائديات، ووجدانيات، تعبّر عنها أخلاق وعبادات، وآداب وسلوكيات، كما تعبّر عنها علوم وآداب وفنون متنوعات، وماديات ومعنويات"، والثقافة الإسلامية على وجه الخصوص تجسّد التنوّع في إطار الوحدة، وهي تدعو إلى حوار الحضارات والثقافات، ولكنها ترفض الغزو الثقافي ولا تحبّ النقل الثقافي الذي يتمثّل بالتلقين. ويختتم القرضاوي كتابه بمثالين يجسّدان الإنفتاح الحسن على الثقافات الأخرى وهما شخصيتان لهما ثقلهما في العالم الإسلامي: أبو حامد الغزالي وابن رشد. ولكن بالنسبة لإبن رشد: هل هو حقا مثال للإنفتاح الحسن لأنه يُصرّح بنفسه أن أرسطو قدوته، إلى درجة أنه قال "فسبحان الذي خصّه – أي أرسطو -  بالكمال الإنساني". 

إقتباسات من الكتاب:  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق